القائمة الرئيسية

الصفحات

الغاية و الوسيلة | الخلط بين الغاية و الوسيلة و اثاره المدمرة

الغاية و الوسيلة | الخلط بين الغاية و الوسيلة و اثاره المدمرة

تعريف الغاية و الوسيلة

الغاية هي القصد او الهدف لفرد او مجموعة افراد مطلوب الوصول اليه  .

الوسيلة هي الأداة او الطريقة التي يتم استخدامها للوصول الي الغاية .




الغاية تبرر الوسيلة

من اكثر المقولات الشهيرة انتشارا وان كانت تستخدم في غير موضعها و مبتكر هذه المقولة هو نيكولا ميكا فيلي و هو مفكر و فيلسوف و سياسي عاش في إيطاليا خلال عصر النهضة و هو صاحب الكتاب الأشهر ( الأمير ) و الذي يعتبره البعض المرجع السياسي الأهم الي يومنا هذا أي بعد ما يقرب من خمسة قرون من تأليفه و يعتبره البعض طريقه لصنع حاكم مستبد او ديكتاتور .

و معني القول ان الغاية تبرر الوسيلة ان الحاكم يجب عليه اتخاذ كافة الوسائل للوصول الي استقرار الدولة بالإضافة للغاية الأهم و هي استمراره في الحكم لأطول فتره مهما كانت هذه الوسائل غير أخلاقية او عنيفة وفيها اعتداء علي حرية الافراد. ولم يقصد ميكا فيلي بمقولته ان تكون طريقه تعامل بين الافراد بل هي طريقه لتعامل الدولة مع شعبها و مع الدول الأخرى فالسياسة لا اخلاق لها ولا دين .

ومن اهم أقواله الأخرى

* إنها متعة مضاعفة عندما تخدع المخادع .

الطريقة الأولى لتقييم حكمة الحاكم، هي النظر إلى الرجال المحيطين به .

إن الدين ضروري للحكومة لا لخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس. كان المواطن الروماني يخشى حنث اليمين أكثر من القوانين، لأنه يهاب أولئك الذين يمثلون سلطات الرب أكثر من الرجال .

حبي لنفسي قبل حبي لبلادي .

و للاطلاع علي المزيد عن نشأة و حياة نيكولا ميكا فيلي اضغط الرابط في اخر المقال .

الخلط بين الغاية و الوسيلة و اثاره المدمرة

يضيع الانسان في الحياه مع الخلط بين الغاية و الوسيلة و عندها يسود إحساس بعدم الرضا و التعاسة و سوف اضرب عدة امثله ليصل قصدي للقارئ الكريم .

فذاك الرجل انكب علي جمع المال و جعل منه غايته الاولي  وهو صاحب اسره مكونه من زوجه و اثنين من الأبناء و نتيجة لعمله في وظيفتين تحول المنزل بالنسبة له الي مجرد مكان للمبيت فهو يصل متأخرا مستنفذ الطاقة الجسدية و العقلية غير قادر علي المشاركة في تربية أولاده او التربيت علي كتف زوجة بل يكون عباره عن قنبلة موقوته خلال الدقائق القليلة التي يقضيها معهم قبل الذهاب للنوم . 

وتنظر الي الزوجة فتجدها اهملت في نفسها و تشعر بالوحدة لغياب الزوج كما ان كل مناقشه بينهما تنتهي بمشكله كبيره قد تمتد لعدة أيام او حتي أسابيع ولا تشعر بالسعادة اما الأبناء فقد تربوا يتمين الاب برغم و انه علي قيد الحياه و بسبب غيابه حدث كثير من الخلل في نشأتهما فالأب يمثل الأمان كما انه القادر علي التوجيه و الشده عند الحاجه .

ذاك الرجل خلط بين الغاية و الوسيلة فوضع جمع المال غايته الاولي فورثه هذا شعور مزيجا من التعاسة و الإرهاق . الغاية هنا مخفيه عن هذا الرجل الغاية هنا هي الشعور بالرضا و السعادة وليس جمع المال انما جمع المال وسيله من وسائل الشعور بالرضا و السعادة . وهناك العديد كم الوسائل لتحقيق ذلك فتواجده مع أبنائه و مشاركتهم نجاحاتهم يجلب الشعور بالرضا . حتي الوقوف بجانب الأولاد في عثراتهم يجلب الشعور بالرضا مشاركتك الوقت مع زوجتك و انت في كامل طاقتك وحيويتك يجلب الشعور بالرضا .

كان احري للرجل الاكتفاء بوظيفه واحده و الاجتهاد فيها مع التواجد بجوار أبنائه وزوجته حتي لو ادي ذلك للتقليل من مستواه الاجتماعي فيمكن الاستغناء عن السيارة و لا بأس  من مدارس اقل مستوي للأبناء مع متابعتهم جيدا . بهذا يوفر الوقت لأولاده و زوجته و حتي لنفسه فالإنسان يحتاج لتخصيص وقت لنفسه . و بهذا يشعر هو ومن حوله بالرضا و السعادة .

المثال الثاني هنا عن الديمقراطية فالبعض يتصور ان الديمقراطية هي غايه مع انها ليست الا وسيله من الوسائل . فالديمقراطية ليست غايه في حد ذاتها انما هي وسيله لبلوغ الغاية الاسمي وهي بناء دوله قادره علي توفير احتياجات مواطنيها و حفظ امنهم و سلامتهم .

و هناك العديد من الأنظمة الديمقراطية غير قادره علي تحقيق هذه الغاية قد يبدو كلامي غريب بالنسبة لك و لكن انظر بتمعن لحال هذه الدول :

لبنان و تونس من الديمقراطيات الناشئة مع ذلك الدولة غير قادره علي توفير احتياجات مواطنيها او حفظ امنهم بل حتي غير قادره علي تشكيل حكومة لإدارة شئون البلاد و حتي مع تشكيل الحكومة لا تصمد بضعة اشهر فلا يوجد تخطيط طويل المدي لتحسين حالة المواطنين .

وانا هنا لا انتقد الديمقراطية او اشجع الدكتاتورية بل أحاول توضيح الفرق بين الغاية و الوسيلة . و الاثار المدمرة للخلط بينهما فعدما اعتقد الناس ان الديمقراطية هي الغاية خفي عليهم الغاية الحقيقية و هي بناء الدولة و توفير احتياجات مواطنيها و حفظ امنهم و سلامتهم .

و يمكن ان نستقي من التاريخ ان الإمبراطوريات لم تقم بالديمقراطية بل بجهد وعرق شعبها و حكمة إدارة الأمور من حكامها .

يرحب الكاتب بالتعليقات الإيجابية و السلبية علي حد سواء .

رابط نيكولا ميكا فيلي علي ويكيبيديا


يمكنك الاشتراك في القائمة البريدية حتي يصلك جديد الموقع بالضغط علي follow 



  أبو يوسف السنهوري    


تعليقات