القائمة الرئيسية

الصفحات

قراءه في الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة و الصين

قراءه في الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة و الصين


مقدمه


مع بدايات القرن الحادي و العشرين و مع النقلة الاقتصادية الكبيرة في روسيا الاتحادية نتيجة الإصلاحات الاقتصادية وارتفاع أسعار الحبوب و البترول و الغاز مع عودة صادرات الأسلحة الروسية للسوق العالمية . زاد القلق الأمريكي من النمو الروسي . فمع النمو الاقتصادي يكون النمو في النفوذ الخارجي . وهذا ما اتضح صحته بعد سنوات في ازمتي القرم و سوريا . بعد ان استطاعت روسيا تنفيذ ارادتها في كلا الازمتين .


إلا ان سرعان ما تحول النظر الأمريكي الي الخطر الأكبر نحو الصين . التي كانت تحقق نمو اقتصادي سنوي مذهل و كانت في طريقها لتصبح مصنع العالم . و قد يكون التحول في السياسة الخارجية الأمريكية قد بدأ قبل اكثر من عشر سنوات و تحولت الصين للعدو رقم واحد بدلا من روسيا و لكن كان علي الأمريكيين الحفاظ علي روسيا كعدو رئيسي امام العالم و خصوصا حلفائهم الأوربيين ففي النهاية استخدام روسيا كبعبع نجح في إخضاع الاوربيين للسيطرة و التبعية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية الي الان بعد ان زرع في العقلية الأوربية ان روسيا تمثل خطر وجودي عليهم . إلا ان الولايات المتحدة كانت تعد العدة لمواجهة الصين في الخفاء .






نظرة أوروبا الي الصين


ينظر الاوربيين للصين كمنافس تجاري عنيف لكن يمكن التعايش معه كما ان الصين لا تشكل خطرا وجوديا لأوروبا فأن كان هناك ضرورة للارتباط مع الولايات المتحدة ضد روسيا في العقوبات الاقتصادية بجانب الارتباط العسكري عن طريق حلف شمال الأطلسي . إلا ان هذا الارتباط غير ضروري ضد الصين و قد يكون غير منطقي أيضا . خصوصا عندما يترتب عليه اضرار . ولقد ادركت الولايات المتحدة هذا مبكرا ففكرة الضغط علي أوروبا لفرض عقوبات علي الصين تبدو صعبه . حتي ان الولايات المتحدة لم تنجح في اثناء أوروبا عن الاعتماد علي الغاز الروسي . بالرغم من الضغط علي أوروبا لعدة سنوات .


فالولايات المتحدة تبدو وحيده علي خط المواجهة مع الصين اللهم من بعض الانتقادات الأوروبية للحريات داخل الصين . وهذا لا يأثر علي العلاقات التجارية معها .


تحركات أمريكية


بدأت التحركات الأمريكية ضد الصين منذ عدة سنوات وبلغت ذروتها خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق ترامب و تصور البعض ان الرئيس الجديد بايدن سيغير السياسة المتشددة مع الصين . و هذا ما لم يحدث واقعيا . قد تبدو النبرة اقل حده و لكن تبقي القرارات قيد التطبيق .


قد تبدو الولايات المتحدة - اكبر اقتصاد في العالم - متحكمة في سياسات العالم كله إلا ان المواجهة مع الصين ليست مضمونة العواقب فالضرر هنا متبادل بل ان الاقتصاد العالمي كله قد ينهار في هذه المواجهة . و الولايات المتحدة لا تريد هذا أيضا . هدف الولايات المتحدة الأساسي تحجيم الاقتصاد الصيني . تحاول الولايات المتحدة محاصرة النفوذ الصيني في بحر الصين ووسط اسيا . كما ان توغل الصين في افريقيا خطير للغاية فالصين الدائن الأكبر لحكومات افريقيا مما يمنحها نفوز خطير في منطقه يكثر بها المواد الخام اللازمة لجميع الصناعات .


الرد الصيني


يبدو الرد الصيني هادئا في معظم الأحيان . هدوء يشوبه الحزم . و لكن بدون قرارات قويه او رد عنيف . لا احد يجزم الي متي سيستمر هذا الوضع . فالصين تدرك ان الاقتصاد العالمي يعتمد علي الدولار و هو مصدر القوه الرئيسي للولايات المتحدة و الدولار يطبع بدون غطاء من الذهب منذ سبعينيات القرن الماضي و جميع دول العالم تخشي انهياره فأغلب احتياطات النقد في العالم بالدولار و اغلب التجارة العالمية بالدولار . و تسعير البترول و مشتقاته بالدولار . فدول العالم اجمع ستحارب لمنع انهيار الدولار . حتي ان  الصادرات الصينية اغلبها بالدولار .


قد يبدو ان الصين لا يمكن لها النجاة من المواجهة الاقتصادية مع الولايات المتحدة إلا ان الصين تمتلك عدة مقومات للنجاة : 


  • الصين مصنع العالم حيث الايدي العاملة الرخيصة و القدرة الإنتاجية الهائلة . فعدم وجود المنتجات الصينية في أوروبا و الولايات المتحدة . معناة نقص حاد في المعروض مما يؤدي لارتفاع هائل في الأسعار . كما ان المنتج الصيني يتميز برخص ثمنه عن المنتج الغربي .

  •  الصين بدأت منذ سنوات قصيره التبادل التجاري مع بعض الدول بالعملة المحلية . و هذا معناه فك الارتباط مع الدولار في التجارة الدولية . وان كانت هذه الخطوة تسير بوتيرة بطيئة و امامها سنوات طوال حتي تكتسب الثقة من اللاعبين الكبار في التجارة العالمية .

  • تعمل الصين علي مشروع عمله رقميه جديده و هي اليوان الرقمي . فبعد محاربة الصين العملات الرقمية بكل الوسائل . اتجهت لأنشاء عملتها الخاصة و قد نشهد خلال السنوات القادمة انتشارها داخل الصين . و من غير المستبعد الاعتماد عليها رويدا رويدا في التبادل التجاري مع الصين .

الخلاصة


الحرب الاقتصادية بين الصين و الولايات المتحدة . حرب لا غالب فيها و لا مغلوب . الضرر واقع فيها علي الجميع . و كلما طال امدها كلما تضرر العالم اكثر فاكثر . أتوقع ان يتعلم العالم ان يتعايش مع هذه الحرب و اضرارها لفتره طويله . فلا يبدو نهاية لهذه الحرب في الأمد القريب . فعلي دول العالم المضي داخل حقل الغام بحزر شديد مع توقع خسائر من حين لآخر .


رابط الاقتصاد الأمريكي علي ويكيبيديا

رابط الاقتصاد الصيني علي ويكيبيديا

رابط اقتصاد الاتحاد الأوربي علي ويكيبيديا

رابط الاقتصاد الروسي علي ويكيبيديا


يمكنك الاشتراك في القائمة البريدية حتي يصلك جديد الموقع بالضغط علي follow 



تعليقات